الإيمان بالكتب السماوية ركن من أركان عقيدة الإسلام، دل على ذلك قوله - تعالى -: يا أيها الذين آمنوا، آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا (النساء: 136) وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - في حديث جبريل - أن الإيمان بالكتب السماوية، جزء من حقيقة الإيمان، وذلك بقوله: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه) [رواه البخاري ومسلم].
ويتضمن الإيمان بالكتب عدة أمور نذكر منها:
1- الإيمان بأنها كلام الله - تعالى -لا كلام غيره، وأن الله - تعالى - تكلم بها حقيقة كما شاء، وعلى الوجه الذي أراد.
2- الإيمان بأنه كان واجباً على الأمم الذين نزلت عليهم تلك الكتب الانقياد لها، والحكم بما فيها كما قال - تعالى -بعد ذكر إنزال التوراة: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون(المائدة: 44)، وقال: ولْيحْكُمْ أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأُولئك هم الفاسقون (المائدة: 47) فدلت الآيتان على وجوب أن يحكم أهل كل ملة بما أنزل الله عليهم، وذلك قبل أن يطرأ النسخ على تلك الكتب.
3- اعتقاد أن جميع الكتب السماوية يصدق بعضها بعضــــــاً ولا يكذبه، فكلها من عند الله - سبحانه -، قال - تعالى -: أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (النساء الآية: 82). فالإنجيل مصدق لما تقدمه من كتب كالتوراة، قال - تعالى -: وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة (المائدة: 46) والقرآن مصدق لجميع الكتب السماوية السابقة قال - تعالى -: والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير (فاطر: 31)، وإنما حصل الاختلاف في التوراة والإنجيل بسبب التحريف الذي دخلهما.
4- اعتقاد أن كل من كذّب بها أو بشيء منها فقد كفر، كما قال - تعالى -: والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (الأعراف: 36).
5- الإيمان بأَنَّ نسخ الكتب السماوية اللاحقة لغيرها من الكتب السابقة حق، كما نسخت بعض شـــــرائع التوراة بالإنجيل، قال الله - تعالى -: في حق عيسى - عليه السلام -: ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون (آل عمران: 50)، وكما نسخ القرآن كثيرا من شرائع التوراة والإنجيل، قال - تعالى -: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون(الأعراف: 157).
فهذا بعض ما يجب على المسلم اعتقاده في الكتب السماوية، التي أمرنا بالإيمان بها.
منقول